حتى والله ما يشرب إلا من فقير داره؟ فقال: سبحان الله أو قد بلغوا به هذه الحال؟ قلت: نعم، فعمد إلى روايا ماء فأدخلها إليه فسقاه.
وحدثني إسحاق الفروي أبو موسى عبد الله بن إدريس حدثنا يحيى بن سعيد قال: كان طلحة قد استولى على أمر الناس في الحصار، فبعث عثمان عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب إلى عليّ بهذا البيت:
إن كنتُ مأكولاً فكن أنت آكلي … وإلا فأدركني ولما أمزقِ
وقال هشام ابن الكلبي: هذا البيت للمزق العبدي واسمه شأس بن نهار بن الأسود بن حزيل، وبه سمي الممزق.
قالوا: وقال أسامة بن زيد بن حارثة لعلي بن أبي طالب: والله يا أبا الحسن والله لأنت أعز عليّ من سمعي وبصري فأطعني وأخرج إلى أرضك بينبع فإن عثمان إن قتل وأنت بالمدينة رُميت بدمه، وإن أنت لم تشهد أمره لم يعدل الناس بك، فقال ابن عباس لأسامة: يا أبا محمد أتطلب أثراً بعد عينٍ؟ أبعد ثلاثةٍ من قريش ينبغي لعلي أن يعتزل؟ وقال أبو مخنف: صلى على عليّ بالناس يوم النحروعثمان محصور، فبعث إليه عثمان ببيت الممزق:
إن كنت مأكولاً فكن أنت آكلي … وإلا فأدركني ولما أمزقِ
وكان رسوله به عبد الله بن الحارث، ففرق عليّ الناس عن طلحة، فلما رأى ذلك طلحة دخل عثمان فاعتذر فقال له عثمان: يا بن الحضرمية ألبت عليّ الناس ودعوتهم إلى قتلي حتى إذا فاتك ما تريد جئت معتذراً، لا قبل الله ممن قبل عذرك.