وحدثني عباس بن هشام عن أبيه عن أبي مخنف بإسناده قال: أشرف عثمان على الناس فسمع بعضهم يقول لا نقتله ولكن نعزله فقال: أما عزلي فلا وأما قتلي فعسى؛ وسلم على جماعة فيهم طلحة فلم يردوا عليه فقال: يا طلحة ما كنت أرى أني أعيش إلى أن اسلِّم عليك فلا ترد عليّ السلام.
قال: جاء الزبير إلى عثمان فقال له: إن مسجد رسول الله ﷺ جماعة يمنعون من ظلمك ويأخذونك بالحق فاخرج فخاصم القوم إلى أزواج النبي ﷺ، فخرج معه فوثب الناس عليه بالسلاح فقال: يازبير ما أرى أحداً يأخذ بحق ولا يمنع من ظلم، ودخل ومضى الزبير إلى منزله.
وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا شبابة بن سوار عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال: سمعت عثمان بن عفان يوقل: إن وجتم في كتاب الله أن تضعوا رجلي في القيود فضعوهما.
وقال أبو مخنف والواقدي في روايتهما: أن أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي ﷺ أتت عثمان بإداوة وقد اشتد عليه الحصار فمنعوها من الدخول فقالت: إنه كان المتولي لوصايانا وأمر أيتامنا وأنا أريد مناظرته في ذلك، فأذنوا لها فأعطته الإداوة.
وحدثني عبد الله بن صالح عن عبد الجبار بن الورد قال سمعت ابن أبي مليكة يقول قال جبير بن مطعم: حُصر عثمان حتى كان لا يشرب إلا من فقير (١) في داره، فدخلت على عليّ فقلت: أرضيت بهذا أن يحصر ابن عمتك