وقال المدائني: كان كنانة مولى صفية بنت حيي بن أخطب أخرج أربعة محمولين كانوا يذودون عن عثمان: الحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن حاطب، ومروان بن الحكم. والذي قتله رجلٌ من أهل مصر يقال له جبلة بن الأيهم طاف بالمدينة ثلاثة أيام يقول: أنا قاتل نعثل، وكان عليّ في داره.
قالوا: وجاء مالك الأشتر حتى انتهى إلى عثمان فلم ير عنده أحداً فرجع، فقال له مسلم بن كريب القابضي من همدان: يا أشتر دعوتنا إلى قتل رجل فأجبناك حتى إذا نظرت إليه نكصت عنه على عقبيك، فقال له الأشتر: لله أبوك أما تراه ليس له مانع ولا عنه وازع، فلما ذهب لينصرف قال ناتل مولى عثمان: واثلاه هذا والله الأشتر الذي سعر البلاد كلها على أمير المؤمنين، قتلني الله إن لم أقتله، فشد في أثره فصاح به عمرو بن عبيد الحارثي من همدان وراءك الرجل يا أشتر، فالتفت الأشتر إلى ناتل فضربه بالسيف فأطار يده اليسرى، ونادى الأشتر: ياعمرو بن عبيد إليك الرجل، فاتبع عمرو ناتلاً فقتله.