للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فضرب به جبهته فوقع، وضربه سودان بن حمران - ويقال سيدان بن حمران - المرادي بالسيف ضربةً فكانت أول قطرة قطرت من دمه في المصحف على " فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم " (١) وقعد عمرو بن الحمق الخزاعي على صدره فوجأه تسع وجآت بمشاقص كانت معه فكان عمرو يقول: طعنته تسع طعنات علمت أنه مات في ثلاث منهن، ولكني وجأته الست الأخر لما كان في نفسي عليه من الحنق والغيظ؛ وانصرف الناس عن عثمان وترك قتيلاً في داره يوماً أو يومين حتى حمله أربعةٌ فيهم امرأةٌ، أحد الأربعة جبير بن مطعم.

المدائني: يقال إن أول من دمى عثمان رضي الله تعالى عنه نيار بن عياض الأسلمي، وجأه بمشقص في وجهه فدماه، وكان بالمدينة نياران فكان يقال لهذا نيار وللآخر نيار الخير (٢).

ومن رواية أبي مخنف لوط بن يحيى: أن عثمان قتل يوم الجمعة فترك في داره قتيلاً، فجاء جبير بن مطعم، وعبد الرحمن بن أبي بكر، ومسور بن مخرمة الزهري، وأبو الجهم بن حذيفة العدوي ليصلوا عليه ويجنوه، فجاء رجال من الأنصار فقالوا: لا ندعكم تصلون عليه، فقال أبوالجهم: إلا تدعونا نصلي عليه فقد صلت عليه الملائكة، فقال الحجاج بن غزية: إن كنت كاذباً فأدخلك الله مدخله قال: نعم


(١) سورة البقرة - الآية: ١٣٧.
(٢) نيار بن مكرم الأسلمي، هو أحد الذين دفنوا عثمان بن عفان . طبقات خليفة ص ٤١٦. طبقات ابن سعد ج ٥ ص ٨.