للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حشرنى الله معه، قال ابن غزية: إن الله حاشرك معه ومع الشيطان، والله إن تركي إلحاقك به لخطأ وعجزٌ، فسكت أبو الجهم؛ ثم إن القوم أغفلوا أمر عثمان وشغلوا عنه فعاد هؤلاء النفر فصلوا عليه ودفنوه، وأمهم جبير بن مطعم، وحملت أم البنين بنت عيينة بن حصن امرأة عثمانلهم السراج، وحمل على باب صغير من جريد قد خرجت عنه رجلاه.

وقال: إنه لقيهم قوم من الأنصار فقاتلوهم حتى طرحوه ثم توطأ عمير بن ضابئ بن الحارث بن أرطاة التميمي ثم البرجمي بطنه، وجعل يقول: ما رأيك كافراً ألين بطن منه، وكان عمير أشد الناس على عثمان، وكان أبوه ضابئ أندس ليتوجأ عثمان ويفتك به ففطن به، فحبسه أحمد فقال في الحبس:

هممت ولم أفعل وكدت وليتني … فعلت فكان المعولات حلائله

وما الفتك إلا لامرئٍ ذي حفيظةٍ … إذا ريع لم ترع لجبن خصائله

وما الفتك ما أمرت فيه ولا الذي … تخبر من لاقيت أنك فاعله

فلا يرأمن (١) بعدي امرؤ ضيم ضائمٍ … حذ ار لقاء الموت فالموت نائله

وكان عمير بن ضابئ ممن شهد الدار، وكان أشد االناس على عثمان فكان يقول يومئذ: أرني ضابئاً، أحي لي ضابئاً، يقول ليرى ما عثمان عليه من الحال وما فعلت به، فقرعه الحجاج بن يوسف بذلك يوم قتله. وكان من خبر ضابئ أن بني جرول بن نهشل وهبوا له كلباً سألهم إياه، ثم ركبت إليه جماعة منهم فارتجعوه منه، وكان الكلب يسمى قرحان فقال فيهم:


(١) رئم الشيء: أحبه وألفه، ورئمت الناقة ولدها: عطفت عليه ولزمته فهي رؤوم. وشاة رؤوم: ألوف. والجرح عالجه حتى رئم. والحبل فتله شديدًا. القاموس.