تجاوز نحوي ركب قرحان مهمهماً … تظل به الوجناء وهي حسير
فأمكم لا تعقلوها لكلبكم … فإن عقوق الوالدين كبير
فمن يك منكم ذا غفولٍ فإنه … عليم بما تحت النطاق بصير
رددت أخاهم فاستمروا كأنما … حباهم بتاج الهرمزان أمير
فاستعدوا عليه عثمان لما قال في أمهم وفيهم، فيقال أنه أدبه وخلاه، ويقال بل حبسه إلا خلاه، فأراد الفتك ففطن له وأخذ فحبس حتى مات في السجن، فقال في الحبس:
هممت ولا أفعل وكدت وليتني … فعلت فكان المعولات حلائله
ما الفتك إلا لامرئٍ ذي حفيظةٍ … إذا ريع لم ترعد لجبنٍ خصائله
قالوا: ودفن عثمان في حش كوكب وهو نخلٌ لرجل قديمٍ يقال له كوكب، ثم أقبل الناس حين دفن إلى عليّ فبايعوه، وأرادوا دفن عثمان بالبقيع فمنعهم من ذلك قوم فيهم أسلم بن بجرة الساعدي ويقال جبلة بن عمرو الساعدي، وقال ابن دأب: صلى عليه مسور بن مخرمة.
وقال المدائني عن الوقاصي عن الزهري: امتنعوا من دفن عثمان فوقفت أم حبيبة بباب المسجد ثم قالت: لتخلن بيننا وبين دفن هذا الرجل أو لأكشفن ستر رسول الله. فخلوا بينهم وبين دفنه.
قال الواقدي: بويع عثمان بالخلافة أول يوم من المحرم سنة أربع وعشرين وقتل يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين بعد العصر، ودفن ليلة السبت بين المغرب والعشاء في حش كوكب إلى جانب البقيع في موضع نخل، وكوكب رجلٌ، فهي مقبرة بني أمية اليوم، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة غير اثني عشر يوماً، وقتل وهو ابن