قال الواقدي: وكان عثمان رجلاً ليس بالقصير ولا الطويل، حسن الوجه رقيق البشرة كبير اللحية عظيمها، أسمر اللون، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، كثير شعر الرأس يصفر لحيته، وكان يشد أسنانه بالذهب.
وقال أبو مخنف في روايته: أقبل القاسم بن ربيعة بن أمية بن أبي الصلت الثقفي، وكان عامل عثمان على الطائف، لينصره، فلما انتهى إلى العقيق بلغه أنه قد قتل فانصرف؛ وأقبل عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، وكان عامله على مخليف الجند، لينصره، فلما انتهى إلى بطن نخلة (١) سقط عن راحلته فانكسرت رجله فانصرف إلى أهله، وهو أبو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي الشاعر؛ وأقبل مجاشع بن مسعود السلمي من البصرة فيمن وجه عبد الله بن عامر، فلما كان ببعض الطريق إذا راكبٌ مقبلٌ، فلقيه زفر بن الحارث الكلابي وكان مع مجاشع فقال له: ما وراءك؟ قال: قتل المسلمون نعثلاً، قال: ويحك ما تقول؟ قال: الحق، وهذه طاقاتٌ من شعره معي، فقال له زفر: لعنك الله ولعن ما أقبل منك وما أدبر، وشد عليه فقتله، فكان أول قتيل بعثمان. خرج النعمان بن بشير الأنصاري يريد الشام، فدفعت إليه أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي ﷺ قميص عثمان وعليه الدم، فخرج به يركض حتى لقي يزيد بن أسد البجلي بوادي القرى، وهو على مقدمة حبيب بن مسلمة، فرجع إلى
(١) لعله أراد نخلة اليمانية، حيث هناك أكثر من نخلة هي جميعًا على مقربة من مكة المكرمة. معجم البلدان.