لا تكلّمه، ودخل خالد فقال: كيف أصبحت أبا المغيرة؟ قال: قد نهانا هذا عن كلامك.
وقال له خالد بن يزيد يوما: لو كان لك قلب كنت أمير المؤمنين، قال: كيف؟ قال: إذا دخل أمير المؤمنين المقصورة فاسبقه إلى المنبر فاصعده فإنّه إذا رآك على المنبر كنت أمير المؤمنين، ففعل ذلك، فالتفت عبد الملك إلى خالد فقال له: أنت أمرته؟ قال: نعم، قال: قد علمت فلا تعد إلى مثلها.
قالوا: وسرق لمعاوية بن مروان برذون فقال لغلام له: انظر من سرقه؟ قال الغلام: لو علمت من سرقه لأتيتك به.
وأمّا أبان بن مروان فولي فلسطين لأخيه عبد الملك، وكان الحجاج بن يوسف على شرطه، وهو الذي يقول فيه ابن أقرم النميري، وكان أبان أخذه فأفلت منه:
طليق الله لم يمنن عليه … أبو داود وابن أبي كبير
ولا جزء ولا ابن أبي شريف … ولا أهل الأمير مع الأمير
ولا الحجّاج عينا بنت ماء … تقلّب طرفها حذر الصقور
أبو داود يزيد بن هبيرة المحاربي، وابن أبي كبير رجل من ولد أبي كبير المنهب بن عبد (١) بن قصي بن كلاب، وكان الحجّاج أخفش فشبّه عينه بعين طائر ماء.