قالوا: وكان ابن الزبير يقول عالجت لحيتي لتكثر فلما بلغت سنين يئست منها وكان معصوبا خفيف اللحم، فكان الزبير يقول: عبد الله يشبه أبا بكر، فهو ابنه ومنعني ابني. وقال الحارث بن ضبّ العتكي في ابن الزبير، ويقال إنّها قيلت في مصعب، وذلك الثبت:
فردّ الخلافة يا بن الزبير … إلى أهلها قبل أن تخلع
أخاف عليك زياد العراق … وأخشى عليك بني مسمع
ولا تأمن المكر من حارث … فثمّ امرؤ سمّه ينقع
ذكرت لك المعشر الأكرمين … ذوي المجد والحسب الأرفع
الحارث بن قيس الجهضمي، وزياد بن عمرو العتكي، ومالك بن مسمع وإخوته.
المدائني عن عبد الله بن فائد: أنّ عبد الله بن الزبير أتى الطائف واستخلف ابنه عبّاد بن عبد الله، فأتي عبّاد بخالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد وقد شرب وشهد عليه بأنّه يعانق النساء في الطواف، فأمر بضربه الحدّ، فجلد فأتى بنو مخزوم أباه فكلموه فقال: ما أصنع به، وكان يتحدّث عند امرأة من قريش، فقيل لابن الزبير فحبسه وقيّده فقال:
تذكار ليلي ليس يق … صر مدّة طول النهار
فلئن خطاي تقاربت … رسف المقيّد في الحصار
لبما أمشّي بالأبا … طح يقتفي أثري إزاري
في أبيات، ثم أخرجه وسيّره إلى الشام، فتزوّج ابنة النعمان بن بشير فنازعها يوما فقال: