إلى عيالك، فقال له أبو بكر: فأين حق المرافقة؟ فقال الحارث: أنت في حلّ، فامض، فإني ماض لوجهي مع أصحابي. فمضى حتى صار إلى الحبشة.
قالوا: ولم يزل مقيما بها إلى أن قدم مع جعفر، وكانت مع الحارث امرأته ريطة بنت الحارث بن جبيلة، من بني مرّة، فولدت له موسى وعائشة وزينب. وهلكت بأرض الحبشة، وذلك الثبت. وقال بعض الزبيريين: أقبل الحارث وامرأته وولده منها، فشربوا ببعض الطريق من ماء هناك فماتوا سواء. فزوّجه النبي ﷺ بالمدينة ابنة عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف.
وقال غير الواقدي: هو ابن الدّغنة.
- ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرّة:
أبو سلمة بن عبد الأسد. واسم أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، هاجر إلى أرض الحبشة مرتين، ومعه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة، واسمها هند، فولدت له بالحبشة زينب بنت أبي سلمة. وقدم مكة، فكان أول من هاجر إلى المدينة، وشهد بدرا. ورمي بسهم يوم أحد، فانتقض به، فمات في جمادى الآخرة سنة أربع، فخلف رسول الله ﷺ على أم سلمة بعده، وكان أبو سلمة ابن عمة رسول الله ﷺ، وأمه برّة بنت عبد المطلب.
شمّاس بن عثمان بن الشريد بن سويد بن هرمي بن عامر بن مخزوم.
واسمه عثمان، هاجر إلى الحبشة في المرة الثانية. واستشهد يوم أحد. وقال بعضهم: استشهد يوم بدر، والأول أثبت، وكان يعرف بابن ساقي العسل.
وذلك أن هرمي بن عامر كان يسقي الناس العسل بمكة، وكان شماس يكنى أبا المقدام، وكانت معه بالحبشة امرأته أم حبيب بنت سعيد بن يربوع بن