للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الواقدي: وقوم يزعمون أن الوليد بن الوليد تخلص حين تخلص، فكان مع أبي بصير عتبة بن أسيد الثقفي حليف قريش. وذلك غير ثبت (١).

وكان أبو بصير أسلم وأفلت من قومه، فأتى النبي بعد قدومه المدينة من الحديبية. فكتب الأخنس بن شريق وغيره إلى النبي في ردّه، لما كان قاضاهم عليه من ردّ من صار إليه. فردّه رسول الله إليهم مع رسولين لهم. فشدّ أبو بصير في طريقه على أحد الرسولين، فقتله. وكان من بني عامر بن لؤي. يقال له خنيس بن جابر. وأفلت فأتى النبي فقال له: وفيت بذمتك وامتنعت بديني أن أفتن. فقال رسول الله : «ويل أمه من محشّ حرب لو كان معه رجال»، وكان مع أبي بصير سلب العامري، فلم يخمّسه رسول الله ، وقال له: «هنيئا لك بسلب صاحبك». ثم قال: «يا أبا بصير، اذهب حيث شئت». فخرج أبو بصير إلى قرب الساحل. ولحق به قوم من المسلمين ممن كان يؤذى ويفتن وغيرهم. فتتامّوا سبعين، فضيقوا على قريش وجعلوا يقتلون من ظفروا به، ويأخذون ما معه. فكتبت قريش إلى النبي تسأله أن يدخل أبا بصير إليه. فكتب إلى أبي بصير في القدوم عليه، فأتاه رسوله بكتابه وأبو بصير يجود بنفسه. فلم يلبث أن مات. فمن الرواة من يزعم أن الوليد كان معه (٢). وذلك باطل.


(١) - مغازي الواقدي - ط. اكسفورد ١٩٦٦ ج ٢ ص ٦٢٩.
(٢) - مغازي الواقدي ج ٢ ص ٦٢٤ - ٦٢٩.