أخواه له أثرا. فسأله رسول الله ﷺ عن سلمة وعياش. فقال: تركتهما في ضيق. وكان رسول الله ﷺ يدعو لهما ولضعفة المسلمين قبل إسلام الوليد.
ثم دعا للوليد أيضا. فقال رسول الله ﷺ:«انطلق يا وليد حتى تنزل فلان القين فإنه قد أسلم وأخلص، فتستخفي عنده وتلطف لأخبار عياش وسلمة وتعلمهما أنك رسولي وأني آمرهما بالتلطف للخروج إليّ. فإن الله سيعينهما وييسر ذلك لهما، فقد أذن في خلاصهما». قال الوليد: ففعلت. وسهل الله أمرهما حتى خرجا. وكانا جميعا موثقين، رجل هذا مع رجل صاحبه في قيد واحد. وخرجت أسوق بهما مخافة الطلب والفتنة، حتى انتهيت إلى ظهر حرّة المدينة. فعثرت، فانقطعت اصبعي. فقلت:
هل أنت إلا إصبع دميت … وفي سبيل الله ما لقيت
ثم مات بالمدينة بعد قليل. فقالت أم سلمة بنت أمية زوج رسول الله ﷺ:
يا عين فابكي للولي … د بن الوليد بن المغيرة
مثل الوليد بن الولي … د أبي الوليد فتى العشيرة
فقال رسول الله ﷺ: «لا تقولي هذا يا أم سلمة، ولكن قولي:
﴿وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ﴾ (١)». ويقال إنّ أم سلمة استأذنت رسول الله ﷺ في البكاء على الوليد. وقالت: غريب توفي في بلاد غربة. فأذن لها، فصنعت طعاما وجمعت النساء.