فجاهد. ورجع إلى مكة فأقام بها حتى مات. ولم يبرح ابنه عبد الله من المدينة.
- وحدثني علي الأثرم، عن أبي عبيدة قال:
نزل هشام بن المغيرة بحران، وبها أسماء بنت مخرّبة - ويقال: بنت عمرو بن مخرّبة - وقد هلك عنها زوج لها. وكانت أم أسماء: عناق بنت الجان، من تغلب بن وائل. وأمها الشموس بنت وائل بن عطية، من أهل فدك. فتزوّجها هشام بن المغيرة وحملها إلى مكة. فولدت له أبا جهل بن هشام، والحارث بن هشام. ثم خلف عليها أبو ربيعة بن المغيرة، فولدت له عياش بن أبي ربيعة. وكان عياش أخا أبي جهل والحارث ابني هشام لأمهما أسماء بنت مخرّبة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم.
وقال ابن سعد. ماتت أسماء قبل رجوع عياش إليها. ويقال إنه لم يمكنه التخلص حتى ماتت. ويقال إنها أدركت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. وذلك أثبت.
وقال الواقدي وغيره: لم يزل الوليد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم على دين قومه حتى أسر يوم بدر. فافتدي بأربعة آلاف درهم. ويقال بشكة أبيه الوليد - لأن النبي ﷺ لم يقبل غيرها؛ وكانت درعا فضفاضة - وسيفا، وبيضة. وكان اللذان خرجا في فدائه أخاه خالد بن الوليد، وأخاه هشام بن الوليد. فلما افتدي وتخلص، أسلم ورجع إلى مكة، وقال: ما منعني من الإسلام حين أسرت، وقد تبينت الحق، إلا أن يقال «أسلم الوليد فرارا من الفداء». ثم إن أخويه حبساه بمكة مع عياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام. فلم يزل يحتال حتى أفلت من وثاقه، وخرج حتى أتى المدينة. وقد طلب، فلم يلحق، وستر الله عليه فلم يعرف