وقال المدائني: قيل هذا الشعر حين تزوّج مصعب سكينة بنت الحسين بن عليّ ﵉.
وقال محمد بن سلاّم الجمحي: كانت عائشة بنت طلحة عند عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، ثم عند مصعب، ثم عند عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي، وأمّ عائشة أمّ كلثوم بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنه، وأمّها ابنة خارجة الأنصاري.
حدثني الحرمازي عن الشعبي: انّه ركب مع المصعب يوما فلما نزل أمره بالنزول وأخذ بيده، قال: فلم أزل أدخل معه حتى صرت إلى بيت قد سدلت ستوره، فترك يدي ودخل فبقيت لا أقدر على تقدّم ولا تأخر، ثم نادى من وراء الستر ادخل يا شعبي فدخلت فإذا هو وعائشة بنت طلحة على سرير، فوالله ما شبّهت بوجهها إلاّ القمر طالعا فكلّمني، ثم قال انصرف فقالت: والله لا ينصرف إلاّ بجائزة، فأمر لي بعشرة آلاف درهم، وأمرت لي بمثلها، فلما كان الغد دخلت عليه والناس عنده، وهو على سريره، فاستدناني فدنوت حتى ألصقت صدري بالسرير، فقال: أدن، فمددت إليه عنقي، فقال كيف رأيت ذاك الإنسان؟ قال: قلت: والله ما رأيت مثله قطّ، فبارك الله للأمير، ثم رجعت إلى مقعدي.
وقال الهيثم بن عديّ عن مجالد قال: لما دخل الشعبي على مصعب ومعه عائشة قال: أنا وهذه كما قال الشاعر:
وما زلت في ليلى لدن طرّ شاربي … إلى اليوم أبدي إحنة وأواحن