وكان موته بالكوفة، وقد شخص مصعب إليها يريد عبد الملك، فشخص منها إلى مسكن وقد دخلها معه في أيّام المختار أيضا وشهد مقتله.
حدثني عبّاس بن هشام الكلبي عن أبيه قال: كان عقيبة بن هبيرة الأسدي فاتكا، وكانت له ابنة صغيرة فلاعبت ابن عمّ له يقال له تميم، فكسرت الصبيّة ثنيّة ابنة عقيبة فجاءت أباها تبكي، فدخل على تميم داره فقتله، فرفع إلى مصعب فأقرّ بالقتل فحبسه فأعطى ابن تميم جماعة من الأشراف الدية كاملة لئلاّ يقتل عقيبة، وأعطى محمد بن عمير بن عطارد دية فأبى ابن تميم إلاّ قتل عقيبة، فلما جيء به ليقتل قال: يا أهل الكوفة اسمعوا والله ما قتلته لما جنت ابنته على ابنتي، ولكن سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب يقول، وعنّ له تميم هذا في جانب المسجد من سره أن ينظر إلى جذل من أجذال جهنّم فلينظر إلى هذا، رحم الله قاتله، فما زالت في نفسي حتى قتلته، فقال الناس: رحمك الله، ثم قال لابنة تميم لقد ضربت أباك ضربة حتى رأيت ضوء الثريّا في سلحه، قالت وأنت يا فاسق ستضرب ضربة حتى أرى ضوء بنات نعش في سلحك، ثم قدّم فضربت عنقه.