للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتبوا إلى عبد الملك يدعونه إلى أنفسهم، ويخبرونه أنّهم مبايعوه، فلم يبق بالبصرة شريف إلاّ كاتبه غير المهلّب.

وحدثنا أبو خيثمة وخلف بن سالم المخزومي وأحمد بن إبراهيم قالوا:

حدثنا وهب بن جرير حدثنا محمد بن أبي عيينة قال: سار المصعب يريد عبد الملك حتى انتهى إلى باجميرا، ثم التقى هو وعبد الملك فغدر أهل البصرة بالمصعب فقتل، واجتمع الناس على عبد الملك.

وحدثنا خلف وأحمد بن إبراهيم قالا: حدثنا وهب حدثني أبي قال:

كتبوا إلى عبد الملك يسألونه المسير إليهم ويخبرونه أنهم لو قد رأوه مالوا إليه بمن تبعهم، فأقبل عبد الملك وخرج إليه مصعب فلما صفّوا للقتال مال أهل العراق إلى عبد الملك، وبقي المصعب في خفّ من الناس، فقال لابنه عيسى: أي بنيّ انصرف، فأبى وقال: والله لا آتي قريشا فأخبرهم عن مصرعك أبدا، قال: فتقدّم إذا فتقدم فقتل.

وأقبل عبيد الله بن زياد بن ظبيان فقال للمصعب كيف ترى الله صنع بك وأخزاك، قال: بل أخزاك، والمصعب راجل وابن ظبيان راكب، قال: فقتل ابن زياد المصعب، واحتزّ رأسه فأتى به عبد الملك فألقاه بين يديه وهو يقول:

نعاطي الملوك الحقّ ما قسطوا لنا … وليس علينا قتلهم بمحّرم

فخر عبد الملك ساجدا، فكان ابن ظبيان يقول: ما ندمت على شيء قطّ ندامتي على ألا أكون ضربت رأس عبد الملك حين أتيته برأس المصعب، فأرحت الناس، وأكون قد قتلت ملكي العرب في يوم واحد.