للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى عنه، فعزاه أبو بكر. فقال سهيل: بلغني أن رسول الله قال:» يشفع الشهيد في سبعين من أهله»؛ وأنا أرجو أن لا يقدّم عليّ ابني أحدا، وكان يوم بدر ابن سبع وعشرين سنة. وقتل وله ثمان وثلاثون سنة، وليست هجرته إلى الحبشة بمجتمع عليها، وأم عبد الله: فاطمة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف.

وقال الواقدي: يقال إنّ عبد الله حبس فلم يمكنه الهجرة إلى الحبشة، والله أعلم؛ وقال الواقدي: قاتل عبد الله يوم بدر، ومعه عمير بن عوف مولى أبيه سهيل عتاقة، فكان سهيل يقول: شهد عمير بدرا، وإني لأرجو أن تنالني شفاعته قال: وكان المسلمون يقولون: فتن عياش وأصحابه بمكة فتركوا دين النبي ، وجعلوا فتنة الناس كعذاب الله (١)، ما نرى لهم توبة. فنزلت: ﴿يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ﴾ (٢)، فبعث عمر بالآية إلى هشام بن العاص، وكان صديقه، وتهادوها بينهم، فكان ذلك مما قوّى أنفسهم، حتى تخلصوا.

قال الواقدي: وكان أبو جندل بن سهيل بن عمرو مع أخيه، فحبسه أبوه، فلما كان قدوم النبي الحديبية، وتشاغل الناس، أقبل أبو جندل يرسف في قيده حتى أتى رسول الله ، وقد قاضى قريشا على ما قاضاهم عليه، والقضية تكتب. فقام إليه أبوه، فضرب في وجهه. وصاح أبو جندل:

يا معشر المسلمين، إنّ المشركين يريدون أن يفتنوني، وكانت القضية بينهم على أن يردّ المسلمون إليهم من أتاهم من أصحابهم. فقال سهيل بن عمرو:

هذا أول ما قاضيتك عليه، يا محمد، فردّه رسول الله على أن أجاره


(١) - انظر سورة العنكبوت - الآية:١٠.
(٢) - سورة الزمر - الآية:٥٣.