للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأخرجهم فأفسدوا الناس حتى نكثوا بيعته، فتحول عبيد الله بن زياد إلى الأزد، وأقبل الخوارج يأتون المربد كل يوم فيقفون به فيعيبون الظلم ويدعون إلي قتال السلطان والجبابرة وليس لهم رأس منهم، حتى قتل مسعود الأزدي، وحاربت الأزد وبكر تميما، ثم أمروا عليهم نافع بن الأزرق، وأمر الناس يومئذ بالبصرة إلى عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، الذي يعرف بببّة، وخرجوا إلى الأهواز في آخر شوال سنة أربع وستين، فتوافوا بالأهواز وهم ثلاثمائة وخمسون فيهم نجدة بن عامر بن عبد الله بن سيار بن المطرح بن ربيعة من بني حنيفة وبنو الماحوز التميميون ثم السليطيون فأخرجوا عمال الأهواز، وأقاموا شهرا لا يهيجون أحدا، وليس بينهم اختلاف، ثم إن مولى لبني هاشم كلمهم فقال: إن الاستعراض وقتل الأطفال لنا حلال، فمال نافع بن الأزرق إلى مقالته فقال: ﴿اقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾ (١) ورأى قتل الأطفال (وقال بالاستعراض) وتأول قول الله تعالى: ﴿إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاّ فاجِراً كَفّاراً﴾ (٢) وضيق التقية لقول الله ﷿ ﴿فَلَمّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النّاسَ﴾ (٣) وقوله ﴿يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ﴾ (٤) وبريء من القعد واستحل قتلهم تأولا لقول الله جل وعز: ﴿وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ﴾


(١) سورة التوبة - الآية:٥.
(٢) سورة نوح - الآية:٢٧.
(٣) سورة النساء - الآية:٧٧.
(٤) بالأصل: يقاتلون في سبيل الله، وهو خطأ. سورة المائدة - الآية:٥٤.