للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ﴾ (١). وامتحن المهاجر وقال لا يحل لنا مناكحة قومنا ولا موارثتهم ولا أكل ذبائحهم، والدار دار كفر.

فخالف نجدة نافعا، فقال نجدة: البقية واسعة، والمقام في دار الكفر حلال، وليس لنا أن نمتحن من جاء مقرا بالإيمان، فبايع نجدة قوم فصار نجدة إلى اليمامة، وبريء وأصحابه من نافع بن الأزرق ونزل بإباض (٢)، وكان أبو طالوت سالم بن مطر بالخضارم (٣) وقد بايعه قوم فخلعوه وبايعوا نجدة.

وأبو طالوت في قول ابن الكلبي مطر بن عقبة بن زيد بن جهينة بن الفند، وهو سهل بن شيبان. قال: ويقال سالم بن مطر، وقد قال غيره: هو سالم بن مطر مولى بني زمان.

وقال الهيثم: هو حنفي.

وكتب نجدة إلى نافع كتابا يدعوه فيه إلي معاودة ما كان من قوله الأول وترك ما أحدث وقال: إنه قد قعد على عهد رسول الله قوم فلم يكفروا، وأنزل الله جل وعز: ﴿لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ﴾ إلى قوله ﴿وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى﴾ (٤) فكتب نافع


(١) سورة التوبة - الآية:٩٠.
(٢) إباض: اسم قرية بالعرض، عرض اليمامة، لها نخل لم ير نخل أطول منها. معجم البلدان.
(٣) الخضارم: واد بأرض اليمامة، أكثر أهله بنو عجل، وهم أخلاط من حنيفة وتميم، ويقال له جو اليمامة. معجم البلدان.
(٤) سورة النساء - الآية:٩٥.