للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالوا: وكان الحارث يحب عائشة، وكانت تحبه، فخطبها فلم تتزوجه، فقيل لها أحبك رجل وأحببتيه عشرين سنة، ثمّ خطبك فلم تتزوجيه؟ فقالت: كان في عيب ما يسرني أنّ لي طلاع الأرض، وأنّه اطلع عليه، فكان يظنّ أنه سوء الخلق.

حدثني الحرمازي عن الحسن بن علي العتبي عن أبيه عن أبي المقدام عن رجل من أهل مكة قال: قدمت المدينة فإذا غلمان بيض، عليهم ثياب بياض يدعون الناس إلى الغداء، وكانت بي إليه حاجة فدخلت، فإذا عائشة بنت طلحة على السرير، وإذا الناس يطعمون، قال: فلما أكلت، قالت لي:

كأنك غريب؟ قلت: نعم، قالت: فمن أين بك؟ قلت: من مكة، قالت:

كيف تركت الأعرابي قلت بخير، فلما خرجت قلت: عن من سألتني؟ قالوا:

عن الحارث بن خالد، فلما قدمت مكة أخبرته فأنشأ يقول:

من كان يسأل عنا أين منزلنا … فالأقحوانة منا منزل قمن

إذ نجعل العيش صفوا ما يكدره … طول الحياة ولا ينبو بنا الزمن

قال الحرمازي: وبناحية من الشام موضع يعرف بالأقحوانة (١) أيضا.

المدائني عن عبد الله بن سلم وغيره قالوا: قدم عمر بن علي بن أبي طالب على عبد الملك، فسأله أن يصير إليه صدقة علي بن أبي طالب، فتمثل عبد الملك قول ابن الحقيق اليهودي:

إنا إذا مالت دواعي الهوى … وأنصت السامع للقائل

واعتلج القوم بآرائهم … نقضي بحكم عادل فاضل


(١) بلدة كانت قرب عقبة أفيق في وادي الأردن ليس بعيدا عن طبرية، أما الأقحوانة الأولى فموضع قرب مكة. معجم البلدان.