للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن القبور تنكح الأيامى … النسوة الأرامل اليتامى

المرء لا تبقى له السلامي

المدائني قال: قال عبد الملك: رأيت الفجور في بني الروميات، ورأيت الفارسيات أذلق (١) النساء، وأمنع جانبا، ورأيت بني الهنديات أصبر لصدور العوالي.

ودخل جرير علي عبد الملك وعنده عدي بن الرقاع العاملي (٢)، ولم يكن جرير رآه قبلها، فقال له عبد الملك: يا جرير أتعرف هذا؟ قال:

يا أمير المؤمنين، فمن هو؟ قال: رجل من عامله، قال: يا أمير المؤمنين هذا من الذين قال الله ﷿: ﴿عامِلَةٌ ناصِبَةٌ ٣؟﴾ قال: لا ويلك، فأنشأ جرير يقول:

ويقصر باع العاملي عن العلى … ولكن أير العاملي طويل (٤)

فقال ابن الرقاع:

أأمك يا ذا أخبرتك بطوله … أم أنت امرؤ لم تدر كيف تقول (٥)

فقال: بل لم أدر كيف أقول.


(١) أذلق: أحدّ، وأقلق، وأضعف. القاموس.
(٢) شاعر كبير من أهل دمشق، كان مقدما عند بني أمية، مداحا لهم، خاصا بالوليد بن عبد الملك. الأعلام للزركلي.
(٣) سورة الغاشية: الآية:٨٨.
(٤) ليس في ديوان جرير المطبوع.
(٥) ديوان عدي بن الرقاع العاملي - ط. بيروت ١٩٩٠ ص ٩٤.