وقتل أهل بيتك وعشيرتك، والذي نفس الحجاج بيده لئن لم تأتني لأدعن قومك عامة، وأهل بيتك خاصة كأمة قد بادت، وحديثا للغابرين. وكان الحجاج قد حمل أعين هذه الرسالة، وقال له: إن لم يأتني فأوردها إليه، فقال ابن الجارود لأعين: والله يا بن الخبيثة لولا أنك رسول لضربت عنقك، وأمر فوجئ في عنقه، وأخرجوه.
قالوا: واجتمع الناس لابن الجارود، فأقبل بهم زحفا نحو الحجاج، وكان رأيهم أن يخرجوه عنهم ولا يقاتلوه، فلما صاروا إليه انتهبوا ما في فسطاطه وأخذوا ما قدروا عليه من متاعه ودوابه، وجاء أهل اليمن حتى احتملوا امرأته، ابنة النعمان بن بشير الأنصاري، وجاءت مضر فاحتملوا امرأته الأخرى أم سلمة بنت عبد الرحمن بن سهل بن عمرو القرشي أخي سهيل فحصنوها مخافة السفهاء.
وقال ابن الكلبي وأبو اليقظان: هي أم سلمة بنت عبد الرحمن بن سهل بن سهيل بن عمرو، وكانت عند الحجاج، ثم خلف عليها الوليد بن عبد الملك، ثم سليمان بن عبد الملك، ثم هشام بن عبد الملك.
ثم إن القوم انصرفوا عن الحجاج وتركوه، وأتاه قوم من أهل المصرين، فصاروا معه، مستوحشين من محاربة السلطان ومخالفته، فجعل الغضبان بن القبعثرى الشيباني يقول لعبد الله بن الجارود: تعش بالجدي قبل أن يتغدى بك أما ترى من قد أتاه منكم؟ ولئن أصبح ليكثرن ناصره وليضعفن مدتكم. فقال: قد قرب المساء، ولكنا نعاجله بالغداة. وكان مع الحجاج عثمان بن قطن بن عبد الله الحارثي، وزياد بن عمرو العتكي، وكان زياد على شرطه بالبصرة، فقال لهما: ما تريان؟ فقال زياد: أرى أن