قال: أشهد أنك لا تقول إلا حقا، فخرج أبو طالب في جماعة من رهطه، حتى وقف على قريش، فقال: ادعوا بصحيفتكم التي كتبتموها علينا.
فخرجوا سراعا ليأتوا بها، وهم يظنون أن ذلك لأمر يوافقهم. فوجدوها كما قال رسول الله ﷺ، فقويت نفس أبي طالب واشتدّ صوته، وقال المشركون: إنما تأتونا بالسحر والبهتان، ويقال: إنهم نكسوا رؤوسهم، فقال أبو طالب: قد تبين لكم أنكم أولى بالظلم والقطيعة والإساءة.
- ويقال إنّ الصحيفة لم تكن في الكعبة، ولكنها كانت موضوعة على يد طعيمة بن عدي، ويقال على يد أم أبي جهل، وهي أسماء ابنة مخرّبة التميمية. وقوم يقولون إنها وضعت على يد أم الجلاس بنت مخربة أختها.
وكان الذي خطّ الصحيفة، فيما ذكر الكلبي، بغيض بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ، فشلت يده يوم خطها. وقال غيره:
اسمه منصور بن عكرمة بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار.
- وقال الواقدي: كان هشام بن عمرو بن الحارث بن حبيب، من بني عامر بن لؤي، وهو ابن أخي نضلة بن هاشم لأمه، يأتي بالبعير قد أوقره طعاما ليلا، حتى إذا أقبله الشعب خلع خطامه وضرب على جنبيه فيدخل الشعب. وقال الكلبي: هو هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل، وله يقول حسان بن ثابت بعد ذلك:
من معشر لا يغدرون بذمة … الحارث بن حبيّب بن شحام
فشدّد «حبيبا» لضرورة الشعر، وكان يقال لأم جذيمة بن مالك «شحام». وخرج العباس بن عبد المطلب من شعب أبي طالب ليشتري طعاما، فأراد أبو جهل أن يسطو به، فمنعه الله منه. وأرسلت خديجة بنت