للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأيه في تولية هذا الفرج رجلا فكتب إليه: «بلغني كتابك بما ذكرت من مصاب المسلمين بسجستان حتى لم ينج منهم إلا الشريد، وجرأة العدو لذلك وقوتهم على أهل الإسلام، فأولئك قوم كتب القتل عليهم فبرزوا إلى مضاجعهم وعلى الله Object ثوابهم، فأما ما استطلعت فيه الرأي، فإن رأيي أن تمضي ولاية من رأيت توليته موفقا رشيدا.

قالوا: وكان الحجاج مبغضا لعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وكان عبد الرحمن رجلا معجبا، ذا نخوة وأبهة، وكان الحجاج يقول: ما بالعراق رجل أبغض إلي منه وما رأيته قط ماشيا أو راكبا إلا أحببت قتله، وكان عبد الرحمن يقول: ما رأيت قط أميرا فوقي إلا ظننت أني أحق بإمرته منه، وكان أيضا يقول: لو قد رأيت البياض، وقرأت القرآن، وماتت أم عمران - يعني أمه - لطلبت الغاية التي لا مذهب بعدها.

حدّثني حفص بن عمر عن الهيثم عن مجالد عن الشعبي قال: إني لعند الحجاج إذ دخل عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث يتمشى فقال:

انظروا إلى مشية المقيت والله لهممت أن أضرب عنقه، فلما سلم عليه قال:

إنك لمنظراني، قال: ومخبراني أصلح الله الأمير، ثم جعل يقول: أنا منظراني أنا منظراني.

قال الشعبي: فحدثت عبد الرحمن بما قال الحجاج حين رآه يتمشى، فقال: اكتم علي والله لأحاولن إزالة سلطانه إن طال بي وبه عمر.

قالوا: ثم إن الحجاج انتخب اثني عشر ألفا ويقال عشرة آلاف من أهل الجلد والقوة والهيئة، فأعطاهم وجهزهم وقواهم واستعمل عليهم عطارد بن عمير بن عطارد بن حاجب، ويقال بعض ولد ذي الجوشن الضبابي، وسار