للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رخو النّسا والحالبين ملثما … في مثل جحفلة الحمار الديزج (١)

وظننت أنك لم تعاقب فيهم … والله يصبح من أمام المدلج

حتى إذا هلكوا وباد كراعهم … رمت الخروج وأي ساعة مخرج

وأبي شريح أن يسام دنية … حرجا وصحف كتابهم لم تدرج

وبقيت في عدد يسير بعدهم … لو سار وسط مراغة لم يرهج

لا تخبر الأقوام شأنك كله … وإذا سئلت عن الحديث فلجلج

في أبيات.

قالوا: فمات ابن أبي بكرة كمدا، ويقال اشتكى أذنيه فمات، وبلغ الحجاج خبر ابن أبي بكرة وأنه قد استخلف ابنه أبا برذعة، فكتب إلى المهلب أن يوجه إلى سجستان من قبله رجلا فوجه وكيع بن بكر، فقال كعب الأشعري:

ما زال أمرك يا مهلب صالحا … حتى ضربت سرادقا لوكيع

وجعلته ربّا على أربابه … ورفعت منه غير جدّ رفيع

فلما قدم على أبي برذعة أهدى إليه أبو برذعة ثلاثمائة ألف درهم، وهدايا سوى ذلك، وأقام أبو برذعة بسجستان حتى قدم عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث من وجه الخوارج فولاه الحجاج كرمان.

وقال أبو مخنف وعوانه: لما هلك عبيد الله بن أبي بكرة بسجستان، غم الحجاج مهلكه غما شديدا، وكتب إلى عبد الملك يعلمه ذلك ويستطلع


(١) الجحفلة: بمنزلة الشفة للخيل والبغال والحمير. والديزج - معرب ديزه: اللون الأسود، الرمادي. القاموس.