للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتخلف عنه أحد منهم، وقطع المفازة ونزل بست (١)، فتلقاه رتبيل واعتذر إليه من مصاب المسلمين وقال كان ذلك على كره مني، وعرض عليه الفدية وسأله أن يقبل منه ما كان يقبله من قبله، وبعث بالرهن وفيهم خاله العاقب بن سعيد، فأخذ الرهن ولم يجبه إلى شيء مما يريد، وقدم القاسم أخاه أمامه ثم سار، وجعل رتبيل يدع البلاد حصنا حصنا طمعا في أن ينال منه ما نال من غيره، وحذر ابن الأشعث فكان لا يأتي حصنا ولا يجاوز عمرانا إلا خلف فيه قائدا في كثف من المسلمين، ورتب الرجال فأنزل القاسم أخاه الرّخّج ونزل هو بست وكره التوغل في البلاد وكتب إلى الحجاج بذلك، فكتب إليه: يا بن الحائك الغادر، كتابك إليّ كتاب رجل يحب الهدنة والموادعة لعدو قليل ذليل، ولعمري يا بن أم عبد الرحمن إنك حين تكف عن ذلك العدو ومعك جندي وحدي لسخي النفس عمن أصيب من المسلمين، إني لم أعدد رأيك مكيدة، ولكني عددته ضعفا وجبنا، والتياث رأي، فأمض لما أمرتك به من الوغول في أرضهم والهدم لحصونهم، فإنها داركم حتى يفتحها الله ﷿ عليكم».

فأغضب عبد الرحمن بن محمد ذلك، وقال: يكتب إليّ ابن أبي رغال بمثل هذا الكتاب، وهو والله الجبان، وأبوه من قبله، وعزم على خلع الحجاج، وكان معه سوى جند الكوفة والبصرة الذين جعله الحجاج عليهم بالأهواز، جند قدموا مع الصباح بن محمد، والقاسم بن محمد أخويه، كانوا بطبرستان، فكتب الحجاج في إشخاصهم إليه معهما، وبعث الحجاج


(١) بست: مدينة بين سجستان وغزنين وهراة، من أعمال كابل. معجم البلدان.