أو تقتلوا، فنادى الناس من كل جانب: خلعنا الحجاج عدو الله ووثبوا إلى عبد الرحمن يبايعونه فيقول لهم: تبايعون على خلع عدو الله الحجاج، وعلى نصرتي، وعلى جهاد عدو الله وعدوي معي حتى ينفيه الله ﷿ من أرض العراق، فبايعه الناس، ولم يذكروا خلع عبد الملك.
وقال أبو مخنف: كانت بيعته على كتاب الله، وخلع أئمة الضلال، وجهاد المحلّين.
قال: فلما بايعوا ابن الأشعث قالوا: ننصرف إلى العراق فنخرج الحجاج عدو الله من العراق فإن جهاده أولى.
وقال الهيثم بن عدي: أخبرني عمر بن ذر الهمداني أن أباه ذر بن عبد الله بن زرارة كان مع ابن الأشعث، وأنه ضربه وحبسه لانقطاعه إلى أخويه القاسم وإسحق ابني محمد، وضرب، وحبس معه عدة منهم:
عمران بن عبد الرحمن، وقتادة بن قيس، فلما خلع دعا بهم فحملهم وكساهم وأعطاهم، وأقبلوا معه فيمن أقبل، فأما ذر بن عبد الله فكان قاصا خطيبا، فثبت معه وناصحه وأما عمران بن عبد الرحمن فناصحه وثبت معه وأما قتادة ففارقه ولحق بالحجاج.
قالوا: ولما خلع الحجاج عبد الرحمن وأصحابه، وادع رتبيل وكتب بينه وبينه كتابا وعاهده أن لا يرزأ منه شيئا، فإن ظفر بالحجاج لم يسأله خراجا أبدا ما بقي، وإن قوي عليه الحجاج لجأ ومن معه إليه فمنعهم، ثم انصرف ابن الأشعث إلى بست فاستعمل عليها عياض بن عمرو السدوسي، وهو الثبت، ويقال عياض بن همام، وكان عياض قاتل عبد الرحمن حين قدم سجستان فقتل من أصحابه مقتلة عظيمة. وبعث إلى