للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﷿ في دماء المسلمين أن تسفكها، والبيعة فلا تنكثها، والجماعة فلا تفارقها، فإن قلت أخاف الناس على نفسي فالله أحق أن تخافه والسلام».

قال: وقالوا: كتب المهلب إلى الحجاج: «أما بعد فإن أهل العراق قد أقبلوا إليك وهم مثل السيل المنحط من عل ليس يرده شيء حتى ينتهي إلى قراره، ولأهل العراق شرّة في أول مخرجهم، وبهم صبابه إلى أبنائهم ونسائهم فليس يبلى بردهم دون أهليهم فلا تستقبلهم وخل لهم الطريق حتى يأتوا البصرة فيواقعوا نساءهم ويتنسموا أولادهم، فترق قلوبهم، ويخلدوا إلى المقام في منازلهم، فيتفرقوا عن ابن الأشعث، ثم واقع من حاربك منهم فإن الله ﷿ ناصرك عليهم»، فلما قرأ الحجاج كتابه قال: ويلي على المزوني والله ما لي نظر ولكن لابن عمه نصح، ثم إنه نظر بعد ذلك في كتابه فقال: رحم الله المهلب، فقد كان ناصحا للإسلام وأهله.

وحدثني عمر بن شبة عن هارون بن معروف عن ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب قال: كتب عمال الحجاج إليه: «إن الخراج قد انكسر، وإن أهل الذمة قد أسلموا ولحقوا بالأمصار».

فكتب إلى أهل البصرة وغيرها: «إن من كان له أصل في قرية فليخرج إليها فخرج الناس فعسكروا وجعلوا يبكون ويقولون: وا محمداه، وجعلوا لا يدرون أين يذهبون، فجعل قراء أهل البصرة يخرجون إليهم متقنعين فيبكون معهم، وقدم ابن الأشعث على بغتة ذلك فاستبصر أهل البصرة في قتال الحجاج مع ابن الأشعث: