عدي شرابه. فلما انتشى، قال: من مثلي؟ فقال له عدي بن قيس بن عدي السهمي - ويقال: عتبة بن ربيعة - إن كنت كما تقول، فما بال بني عمك جوعى هلكى مظلومين؟ وكان عدي بن قيس يكني أبا حسان، فلما صحا، لبس سلاحه، ولبس أبو البختري، وزهير بن أبي أمية، وهشام بن عمرو، وعتبة بن أبي ربيعة، وزمعة بن الأسود سلاحهم. وصاروا إلى الشعب، فأخرجوا بني هاشم وبني المطلب، فلما رأت قريش ذلك، سقط في أيديهم، وعلموا أنهم لا يسلمونهم، وأن عشائرهم تمنعهم. وكان خروجهم من الشعب في السنة العاشرة من نبوة النبي ﷺ، وكان موت أبي طالب بعد خروجهم من الشعب في أول ذي القعدة سنة عشر من المبعث.
ويقال: للنصف من شوال، وله بضع وثمانون سنة، ويقال: إن بين موته وموت خديجة بنت خويلد شهر وخمسة أيام. ويقال: خمسة أيام. ويقال خمسة وعشرين يوما. ويقال: ثلاثة أيام. وكان موتها قبل موته. ودفنها رسول الله ﷺ بالحجون، ولم تكن الصلاة على الجنائز يومئذ.
- قالوا: وخرج رسول الله ﷺ، ومعه زيد بن حارثة مولاه. بعد موت أبي طالب إلى الطائف. فآذته ثقيف، فأسمعوه وأغروا سفهاءهم به، وقالوا: كرهك أهل بلدك وقومك ولم يقبلوا منك، فجئتنا، فنحن والله أشدّ لك إباء، وعليك ردّا، ومنك وحشة. فجلس رسول الله ﷺ في ظلّ شجرة، ثم قال:«اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، يا ربّ المستضعفين، إلى من تكلني؟» وخرج رسول الله ﷺ، وزيد بن حارثة، راجعين حين يئس من أهل الطائف. و وّجه رسول الله ﷺ رجلا من خزاعة إلى سهيل بن عمرو يسأله أن يدخل في جواره، فأبى. ثم بعث إلى مطعم بن عدي، فأجاره،