فدخل في جواره. ولبس قومه السلاح حتى أدخلوه المسجد. فكان رسول الله ﷺ يشكرها لمطعم بن عدي. وكان خروج النبي ﷺ إلى الطائف لثلاث ليال بقين من شوال سنة عشر من النبوة. وقدم مكة يوم الثلاثاء لثلاث وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة.
- قالوا: وكان رسول الله ﷺ يدعو القبائل في الموسم قبل الهجرة، ويسألهم نصرته ومنعته. فكان يلقى منهم تجهما وغلظا، ولقي من بني عامر بن صعصعة ما لم يلق من أحد من العرب. وقال له رجل من بني محارب يوما: والله لا يؤوب بك قوم إلى دارهم إلا آبوا بشر ما آب به أهل موسم، وكان ﷺ يطوف على القبائل، يدعوهم، وأبو لهب خلفه يثبط الناس عنه، ولقي رسول الله ﷺ من بني حنيفة مثل ما لقي من بني عامر.
ولم يكن حيّ من العرب ألين قولا له ولا أحسن ردّا عليه من كندة، ودعا كلبا، فلم يقبلوا منه. وقال شيخ منهم: ما أحسن ما يدعو إليه هذا الفتى إلا أن قومه قد باعدوه؛ ولو صالح قومه، لا تبعته العرب.
وقدم قوم من الأوس مكة يطلبون حلف قريش على الخزرج، لما كان بينهم من الحرب. فدعاهم رسول الله ﷺ إلى الإسلام. فقال له أنس بن رافع: عجبا، جئنا نطلب حلف قريش على أعدائنا فنرجع وقريش عدونا.
ومال إليه بعضهم.
- وقالوا: وخرج سويد بن الصامت قبل يوم بعاث، حتى قدم مكة، فلقي النبي ﷺ. فدعاه رسول الله ﷺ إلى الإسلام. فقال له: لعل الذي معك مثل الذي معي. وكانت معه حكمة لقمان. فقال له ﷺ: إن هذا لكلام حسن؛ والذي معي أحسن منه وأفضل. ثم قدم، فقتل، فهاج قتله يوم بعاث. وكان الذي قتله المجذّر بن ذياد البلوي: وكانوا يرون أنه مسلم.