للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجرحى، وجعل أصحابه يقولون: إن الله ﷿ قد أخزى الحجاج وهزمه وفرق جمعه، وأقبل حتى نزل عند دار فرات بن معاوية وقال: لا والله لا أبرح ولا أدخل منزلي حتى أستنزل مطرا، ثم جلس في أصحاب الخلقان، فرآه رجل من بني أسد يقال له عبد الله فقال: ما أخلق هذا الرجل لأن يخلق امره، وجاء الناس إليه من كل مكان، وسبقت إليه همدان بالناس، وكانوا أخواله وتفرق الناس عن ابن ناجية، وأراد قوم من بني تميم أن يقاتلوا عنه، فلم يطيقوا ذلك، فأمسكوا، وقال ابن الأشعث: كفوا عنه ولا تقتلوه وأتوني به سليما، فدعا الناس بالسلاليم، فوضعت على القصر، وصعدوا فأخذ فأتي به ابن الأشعث، فقال له: استبقني فاني أفضل فرسانك وأعظمهم غناء عنك، فأمر به إلى الحبس ثم دعا به بعد ذلك فبايعه: فقال الأقيشر الأسدي:

ابني تميم ما لمنبر ملككم … لا يستقر فعوده يتمرمر

يبكي إذا مطر علا أعواده … شم الكرام وقال ما قد ينكر

إن المنابر أنكرت أشباهكم … فادعوا خزيمة يستقر المنبر

قوم رأيت الله ينصر دينهم … عند اللقاء ودينكم لا ينصر

خلعوا أمير المؤمنين وبايعوا … أحواك كندة بيعة لا تظفر

بايعتم مطرا وكانت هفوة … خلف لعمرك من أمية أعور (١)

قالوا: ودخل عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث القصر، وجاءه الناس من كل أوب، وأتاه أهل البصرة، وتقوضت إليه المسالح، وجاءه


(١) ديوان الأقيشر الأسدي - ط. بيروت ١٩٩١ ص ٣٩، وورد في الديوان أربعة أبيات فقط مع فوارق.