للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثني يوسف بن موسى، ثنا جرير بن عبد الحميد عن معين عن البزيغ بن جبلة وخالد الضبي قال: سمعت الحجاج خطب على المنبر فقال: أخليفة أحدكم في أهله أكرم عليه أم رسوله في حاجته؟ فقال:

قلت: عليّ لله ألا أصلي خلفك أبدا، وإن رأيت قوما يجاهدونك أن أجاهدك. فخرج في الجماجم فقتل.

وقال أبو المخارق الراسبي: قاتلناهم مائة يوم أعدها، نزلنا دير الجماجم مع ابن الأشعث غداة يوم الثلاثاء في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين، وهزمنا يوم الأربعاء لأربع عشرة مضت من جمادى الآخرة عند ارتفاع الضحى، وما كنا قط عليهم أجرأ منا في ذلك اليوم، خرجوا إلينا فاقتتلنا قتالا شديدا ونحن للهزيمة آمنون، وعليهم ظاهرون، ثم خرج علينا سفيان بن الأبرد الكلبي من قبل ميمنة أصحابه، فانحط على ميسرتنا وفيها الأبرد بن قرة التميمي فانكشف، فظن الناس أنه كوتب واستميل لأن الفرار لم يكن من عادته فتقوضت الصفوف لفعله، وركب الناس رؤوسهم به وصعد عبد الرحمن بن محمد منبره وجعل ينادي: عباد الله، أنا عبد الرحمن بن محمد. وجاءه قوم فأحاطوا به فيهم بسطام بن مصقلة وهو فارس الناس، وأتاه عبد الله بن يزيد بن المغفل أخو امرأته فقال له: انزل فإن الناس قد ذهبوا، وإن أهل الشام قد كثروا، وأنا أخاف إن لم تنزل أن تؤسر، ولعلك إن انصرفت عنهم أن تجمع لهم جمعا يهلكهم الله به.

وقال الحجاج حين انهزموا: لا تتبعوهم، فنزل ابن الأشعث فخلى أهل العراق والعسكر ومضى مع بني جعدة حتى جاؤوا به قرية بني جعدة بالفلوجة، فعبروا وانتهى إليهم بسطام بن مصقلة فقال: أفيكم ابن محمد؟