بالباب. فقال: أدخلها، فدخلت امرأة أدماء طويلة يعلم أنها كانت جميلة، فقال عبد الملك: يا أبا يوسف ألق لها كرسيا. فألقاه لها، فقال لها عبد الملك: ويحك ما رجا جميل منك؟ قالت: الذي رجت منك الأمة حين ولتك أمرها.
المدائني قال: اصطرع محمد وهشام ابنا عبد الملك بين يديه فصرع هشام محمدا وقعد على صدره فقال هشام: أنا ابن الوحيد. وكانت أمه مخزومية. فغاظ ذلك عبد الملك فقال: عودا، فصرع محمد هشاما فقعد على صدر هشام وقال: سأرهقه صعودا، فضحك عبد الملك وضم محمدا إليه.
المدائني قال: ضرب يحيى بن سعيد بن العاص يوم قتل عبد الملك عمرو بن سعيد الوليد بن عبد الملك على إليته، فحبسه عبد الملك أربعين يوما ثم قال له: يا أبا قبيح، لو قتلت الوليد بأي وجه كنت تلقى ربك؟ قال:
بالوجه الذي خلق، وكان يكنى أبا قبيح لقبح وجهه. وقال عبد الملك: لله دره أي ابن زوملة هو، يعني عربية، وكانت كنيته أبا أيوب.
المدائني قال: حرم الحجاج أهل العراق أعطيتهم لمظاهرتهم ابن الأشعث، وكتب إلى عبد الملك يعلمه ذلك فكتب إليه عبد الملك: «إنا إنما نستوجب طاعتهم بإدرار أرزاقهم، فأعطهم إياها فإن في ذلك أعظم الحجة لنا عليهم، وهبك حرمت المقاتلة لسوء الطاعة فما بال الذراري؟! قالوا: وأتي الحجاج بحطيط الحرامي الزيات وحرام بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، فسأل الحجاج حطيطا عن أبي بكر فقال خيرا، ثم عن عمر فقال خيرا، ثم سأله عن عثمان فقال: لم أولد إذ ذاك. قال الحجاج: يا بن اللخناء، أولدت زمان أبي بكر وعمر ولم تولد زمان عثمان؟