وتجهز خالد وشخص إلى الأهواز، وأقبل قطري والخوارج إلى الأهواز فخرج إليهم خالد ومعه المهلب فالتقوا بكريج دينار، فقاتلوا خالدا ومنعوه من حط أثقاله وصبر لهم يومه كلّه فقتل الربيع بن زياد اليشكري، وهو يومئذ على شرطته.
وتحاجزوا عند المساء فقال له المهلب: إنك لا تدري أتطول حربك أم تقصر وما ههنا لا يحمل متعلقك وسرحك، فاقطع دجيلا فتصير بين مناذر والسوس وجنديسابور ونهرتيرى. ففعل وارتحل قطري فنزل مدينة نهرتيرى، وكان الخوارج قد بنوها وخندقوا وعقدوا جسرا وجعلوا كرسيه في الخندق.
ونزل خالد رستاقا من مناذر يقال له برتا، فقال المهلب: ان قطريا قد تحصن وأنت أولى بهذا منه فخندق وفرغ سفنك وأدخلها الزايذان فإني لا آمن البيات، قال: يا أبا سعيد الأمر أعجل من ذلك، فقال المهلب لبعض أصحابه: أخرجوا ما كان لكم من متاع في هذه السفن فإني أرى أمرا ضائعا، وقال لزياد بن عمرو: خندق فخندق.
ودعا المهلب فيروز حصين إلى التحول إليه فقال: يا أبا سعيد الرأي رأيك ولكني أكره مفارقة أصحابي. قال: فكن يا أبا عثمان قريبا منا إذا رأيت مفارقة أصحابك، فقال: أما هذا فنعم. وكان زياد يومئذ على شرطة خالد بن عبد الله، وقاتلهم الخوارج أربعين يوما لا ينفسونهم.
وكتب عبد الملك إلى بشر بن مروان أن يمد خالدا بجيش عليه عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي ففعل، وقال بشر لعبد الرحمن: إذا فرغتم من الحرب فسر إلى الري. فقدم عبد الرحمن على خالد، وقال