منه فسلمت عليه ثم قلت: أيها الأمير لا يعظم عندك ما لقيت فإنك كنت في شر جند كلهم متأمّر مقاتل وهراسة والهذيل بن عمران وأشباههم، ثم تركتهم وأقبلت إلى المهلب فقلت: الخبر ما يسرّك، هزم الرجل وافتضح.
فقال: ويحك، وما يسرني في فضيحة رجل من قريش وفل جيش المسلمين، فوجهني إلى خالد فامتنعت وقلت أهديك إذا إلى بيت الله، فوجه عمران بن عزيز وقال: أنا بينه وبين أخيه فلا أجد بدا من أن أبعث إليه بخبره قال: فلما أتى خالدا فأخبره قال: كذبت وكذب من بعث بك والله لهممت أن أضرب عنقك.
قال عمران: ورد علي رجل من قريش وقال: كذبت فقلت: أصلح الله الأمير إن كنت كاذبا فاقتلني وإن كنت صادقا فأعطني مطرف هذا المتكلم. قال: لهان ما أخطرت به دمك.
قال صعب: وقدم عبد العزيز على المهلب فوصله وكساه وبره وشخص معه إلى البصرة، واستخلف بالأهواز ابنه حبيب بن المهلب وقال:
لا تبرح موضعك حتى ترى الخيل فإن رأيتها فصر إلى مناذر ثم اقطع الجسر وخذ على نهر تيرى حتى تقدم إلى البصرة، ففعل حبيب ذلك حين رأى الخوارج وقدم البصرة فغضب خالد فتوارى حبيب حتى كلمه فيه المهلب فرضي. وتزوج حبيب في تواريه أم عباد بن حبيب وهي من بني هلال.
قال صعب: وكتب خالد إلى عبد الملك يعتذر لعبد العزيز وقال للمهلب: ما تراه صانعا في؟ قال: يعزلك. قال: تراه قاطعا رحمي؟.
قال: نعم قد علم أمر أمية وانهزامه عن أبي فديك، وعلم أمر عبد العزيز وأخذ خالد ما كان في بيت المال.