جزى الله رب الناس خير جزائه … رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبرّ وارتحلا به … فأفلح من أمسى رفيق محمد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم … ومقعدها للمسلمين بمرصد
ووصفت أم معبد رسول الله ﷺ صفة سنذكرها إن شاء الله تعالى.
- قالوا: ولما جعلت قريش لمن اتبع رسول الله ﷺ وأبا بكر فقتلهما أو أتى بهما مائة ناقة - ويقال: ديتهما - أتبعهما سراقة بن مالك بن جعشم الكناني ثم المدلجي، فلما قرب منهما ساخت قوائم فرسه، فطلب الأمان، وأخبر رسول الله ﷺ بما جعلت قريش فيه وفي أبي بكر فكتب له رسول الله ﷺ كتاب أمنة وموادعة، في قطعة أديم. فلم يزل الكتاب عنده حتى أتاه به وهو بين الطائف والجعرانة، وأسلم.
- وكان قدوم رسول الله ﷺ يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، وكان الناس مستشرفين لقدومه، قد استبطؤوه، فرآه يهودي على بعض تلك الآطام (١)، فنادى: يا معشر العرب، هذا صاحبكم. فكبر بنو عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس تكبيرة رجل واحد. فصار رسول الله ﷺ إلى بني عمرو بن عوف، فنزل فيهم على كلثوم بن الهدم بن امرئ القيس، من ولد عمرو بن عوف، بقباء. وذلك الثبت. فأقبل الناس يأتونه، يسلمون عليه. وقال بعضهم: نزل على سعد بن خيثمة بن الحارث، أحد بني السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس. وذلك أنه كان يكثر إتيانه للحديث عنده، فظنّ قوم أنه نازل عليه.