للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر إسحاق بن إبراهيم الموصلي أن ابن كناسة أخبره أنّ حبّابة وسلاّمة اختلفتا في صوت لمعبد وهو:

ألا حيّ الدّيار بسعد إني … أحبّ لحبّ فاطمة الدّيارا

فبعث يزيد إلي معبد، فأتي به فسأله عما بعث له إليه فأخبر، فقال:

لأيّتهما المنزلة؟ فقيل: لحبابة. فلما عرضتا الصوت عليه قضى لحبابة فقالت سلامة: والله ما قضى لها إلا لحظوتها، وإنه ليعلم أني المصيبة ولكن ائذن لي يا أمير المؤمنين في صلته فإن له حقا، فأذن لها. قال معبد، فكانت أوصل لي من حبابة.

قالوا: ودخلت حبابة ذات يوم على يزيد، وعلى يدها دف وهي تغني:

ما أحسن الجيد من مليكة واللّبـ … ـات إذ زانها ترائبها

يا ليتني والإله إذ هجع الناس … ونام الكلاب صاحبها

في ليلة لا نرى بها أحـ … ـد يخبر عنا إلا كواكبها

والغناء لابن سريج، فقام إليها يزيد فقبل يدها، فخرج بعض خدمه وهو يقول: سخنت عينك فما أسخفك.

وقال أبو الحسن المدائني: مرضت حبابة فقعد يزيد عند رأسها، وقال: كيف أنت بأبي؟ فلم تجبه، فبكى. ويقال كان يزيد وحبابة في بستان فضاحكها ومازحها فأخذ حبة من عنب فحذفها بها فدخلت في فمها فأصابها شرق، وكان ذلك سبب مرضها الذي ماتت منه.

وقال هشام ابن الكلبي عن عوانة قال: قال مسلمة بن عبد الملك:

خرجت مع يزيد في جنازة حبابة فجعلت أعزيه وأسليه وهو ضارب بذقنه