للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وولى ابن هبيرة رجلا همذان فأتى ما سبذان، فأخذ عاملها فقيده، فقال له العامل ووجوه أهل البلد: انظر في عهدك فنظر فإذا هو همذان فقال: خذوا عاملكم لا بارك الله لكم فيه.

وأتى همذان، فعمد إلى رجل عليه خراج فنصبه ثم رماه بسهم فقتله، فأعطوه خراجهم مبادرين، ولم يلتووا عليه في درهم فما فوقه.

المدائني قال: ألقى ابن هبيرة إلى مثجور بن غيلان بن خرشة الضبّي فصّا أزرق، فقال له: اجعله في خاتمك فإنه حسن - يريد قول الشاعر:

لقد زرقت عيناك يا بن مكعبر … كما كلّ ضبّي من اللؤم أزرق

فشدّ مثجور على الفص سيرا ثم ردّه عليه - يريد قول سالم بن دارة:

لا تأمننّ فزاريا خلوت به … على قلوصك واكننها بأسيار

فقال ابن هبيرة: خرج منها.

قالوا: وتنبّى في ولاية ابن هبيرة رجلان: ضبيّ يقال له الأخطل، ورجل من الموالي يقال له سعيد، فكتب إلى يزيد في أمرهما، فكتب:

اقتلهما، فقتلهما.

العمري عن الهيثم بن عدي عن عطاء قال: دخلت امرأة جميلة على عمر بن هبيرة، فشكت زوجها وهو شيخ كبير فقال الشيخ: والله إنهم ليعلمون أني أقضي حقوقها وأقوم بنوائبها. فقال للمرأة: يا عدوة الله أحين أدبر غزيره وأقبل هزيره (١)، إن دخل ذل وإن خرج ظن نشزت عنه تريدين البدل منه؟. خذ عدوة الله فأدخلها أضيق بيوتك ثم أوجعها ضربا.


(١) هزر: أكثر من العطاء، وضحك وأسرع في الحاجة، وأغلى في البيع. القاموس.