-وفي سنة اثنتين من الهجرة ولد عبد الله بن الزبير بالمدينة. وفيها ولد النعمان بن بشير. وهما أول مولودين بالمدينة في الإسلام من أصحاب رسول الله ﷺ.
- قالوا: وكان من أصحاب رسول الله ﷺ قوم فقراء، لا منازل لهم.
وكانوا في صفّة، يأوون إليها في المسجد. منهم واثلة بن الأسقع الكناني، وأبو قرصافة، وأبو هريرة، وأبو ذرّ ويختلف فيه. وكان منهم نبيط بن شريط الأشجعي. وكان منهم طلحة بن عمرو الليثي؛ ويقال: طلحة بن عبيد الله، ونزل البصرة.
- حدثنا هشام بن عمار، عن صدقة القرشي، عن زيد بن واقد، عن بشر بن عبد الله، عن واثلة بن الأسقع قال:
كنت من أصحاب الصفة، وما منا إنسان يجد ثوبا تاما، قد جعل الغبار والعرق في جلودنا طرقا.
- وحدثنا هشام، ثنا أبو حفص، حدثني عبد الرحمن بن أبي قسيمة، عن واثلة بن الأسقع الليثي أنه حدث، قال:
كنت في محرس يقال له الصفّة، ونحن عشرون رجلا، نابنا جوع.
وكنت أحدث أصحابي سنا، فبعثوني إلى النبي ﷺ أشكو جوعهم. فالتفت في بيته، فقال: هل من شيء؟ قالوا: نعم، ها هنا كسرة أو كسر، وشيء من لبن. قال: فأتوني به. ففتّ الكسر فتّا دقيقا، ثم صبّ عليه اللبن، ثم جبله بيده حتى جعله كالثريد، ثم قال: يا واثلة، ادع عشرة من أصحابك، وخلف عشرة، ففعلت، فقال رسول الله ﷺ: اجلسوا بسم الله، فجلسوا. فقال:
كلوا بسم الله من حواليها، واعفوا رأسها فإن البركة تأتي من فوقها. قال:
فرأيتهم يأكلون حتى تملّوا شبعا. ثم قال لهم: انصرفوا إلى مكانكم، وابعثوا