للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رماه فقتله. وكان قزمان قد امتنع من الخروج يوم أحد حتى عيرته النساء، وقلن: إنما أنت امرأة. فأخذ سيفه وقوسه، وقاتل حمية وأنفة لقومه، وجعل يقول: قاتلوا، معشر الأوس، عن أحسابكم فالموت خير من العار والفرار، وكان النبي يقول: «قزمان في النار». وأثبت يوم أحد، فحمل إلى دار بني ظفر، فقيل له: أبشر أبا الغيداق بالجنة، فقد أبليت اليوم وأصابك ما ترى.

فقال: «أي جنة؟ والله ما قاتلت إلا حمية لقومي»، فلما اشتد به الوجع، أخرج سهما من كنانته فقطع به رواهش يده، فقتل نفسه. وفيه يقول رسول الله : «إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر».

وأبو عامر عبد عمرو بن صيفي بن النعمان، من الأوس، وكان يناظر أهل الكتاب، ويميل إلى النصرانية، ويتتبع الرهبان ويألفهم، ويكثر الشخوص إلى الشأم، فسمّي الراهب، فلما ظهر أمر رسول الله ، حسده، ومرّ إلى مكة وقاتل مع قريش. ثم أتى الشأم، فمات هناك. فتخاصم في ميراثه كنانة بن عبد ياليل الثقفي - وكان ممن حسد رسول الله فشخص إلى الشأم - وعلقمة بن علاثة وكان بالشأم أيضا وكان مسلما، ويقال: بل كان مشركا ثم إنه أسلم حين قدم، فأتى رسول الله ، فبايعه.

حدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن جده.

إنه حكم بميراث أبي عامر لكنانة بن عبد ياليل لأنه من أهل المدر، وحرمه علقمة لأنه بدوي، وكان الحاكم بذلك صاحب الروم بدمشق. وقوم يقولون: إنه اختصم في ميراثه كنانة وعامر بن الطفيل، وذلك غلط، لأن عامرا أتى النبي ومعه أربد بن قيس، وهما يريدان برسول الله أمرا، حال الله بينهما وبينه. فدعا النبي عليهما، فأما أربد، فأصابته صاعقة