للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأحرقته، وأما عامر فأصابته غدّة كغدة البعير في عنقه، فمات. وذلك في سنة خمس.

وقال الهيثم بن عدي: كان أبو عامر يهمّ بادّعاء النبوة، فلما ظهر أمر رسول الله Object وهاجر، حسده فهرب إلى مكة فقاتل، ثم أتى الشأم.

وقال الواقدي: هرب أبو عامر إلى مكة، فكان يقاتل مع المشركين.

فلما فتحت مكة، هرب إلى الطائف، فلما أسلموا، هرب إلى الشأم. فدفع ميراثه إلى كنانة بن عبد ياليل الثقفي، وكان ممن هرب أيضا.

حدثنا روح بن عبد المؤمن، ثنا بهز بن أسد، أنبأ حماد بن زيد، أنبأ أيوب، عن سعيد بن جبير:

أن بني عمرو بن عوف ابتنوا مسجدا، فصلى بهم فيه رسول الله Object.

فحسدهم بنو إخوتهم بنو غنم بن عوف، فقالوا له: بنينا أيضا مسجدا، وبعثنا إلى رسول الله Object فصلىّ بنا فيه كما صلى في مسجد أصحابنا؛ ولعل أبا عامر أن يمرّ بنا إذا أتى من الشأم فيصلي بنا فيه. فلما قام رسول الله Object لينطلق إليهم، أتاه الوحي، فنزل عليه فيهم: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَ كُفْراً وَ تَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَ رَسُولَهُ﴾ (١). قال: هو أبو عامر.

حدثنا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة، أنبأ هشام بن عروة أنه قال في هذه الآية:

﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَ كُفْراً وَ تَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَ رَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ،﴾ قال: كان سعد بن خيثمة بنى مسجد الضرار، وكان موضعه للبّة، تربط فيه حمارها. فقال أهل مسجد الشقاق:

أنحن نسجد في موضع كان يربط فيه حمار لبة؟ لا، ولكنا نتخذ مسجدا


(١) - سورة التوبة - الآية:١٠٧.