للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقالوا:

كان أسد بن عبد الله على خراسان من قبل أخيه، وكان شديد العصبية لا يملك نفسه، فأخبر عن نصر بن سيار، ومنصور بن أبي الخرقاء السّلمي، والبختري بن مجاهد مولى بكر بن وائل، وعبد الرحمن بن نعيم وسورة بن الحرّ أنهم يصغّرونه ويقولون أمير، فدعا بهم وضربهم في جوانب مجلسه، وحلق رؤوسهم ولحاهم، وأرسل بهم إلى خالد، فلما أتي بهم خالد سبّ أسدا أخاه حين لم يبعث برؤوسهم وقال: أشبه أمه. وكانت من عرينة، ثم أمر بهم خالد فحبسوا، ثم أمر ابنه يزيد أن يكلمه فيهم ليشرفه بذلك فكلمه فأخرجهم وأجازهم وخيّرهم أين ينزلون، فاختاروا أن يردهم إلى خراسان، إلاّ نصر بن سيار، فإنه قدم البصرة فابتنى مسجدا بحضرة بني يشكر، وهو يعرف به، ولم يأت خراسان حتى عزل عنها أسد، وولي أشرس السلمي، فقال الفرزدق:

أخالد لولا الله لم تعط طاعة … ولولا بني مروان لم توثقوا نصرا

إذا لوجدتم دون شد وثاقه … بني الموت لا كشف اللقاء ولا ضجرا

مصاليت أبطالا إذا الحرب شمرت … أمرّوا بأطراف القنا مررا شزرا (١)

في أبيات.

قالوا: وبعث خالد إلى هشام بمال، وبعث إلى علي بن عبد الله، ومحمدا ابنه بمال، وكان يتعهدهما بصلته.


(١) ديوان الفرزدق ج ١ ص ٣٢٣.