للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المشركين بحملانه وماله. وفعل زمعة بن الأسود مثل ذلك، وكان حنظلة وعمرو ابنا أبي سفيان يحرّضان، ولم يبذلا شيئا، وقالا: إنما المال مال أبي سفيان. وكان من المحرّضين طعيمة بن عدي، وأعطى حويطب بن عبد العزى قريشا ثلاث مائة دينار، ويقال مائتي دينار، فاشتري بها سلاح وظهر، ولم يتخلف أحد من قريش لعلة إلا وجه مكانه رجلا، فكان أبو لهب مريضا مرضه الذي مات فيه، فوجّه العاص بن هشام بن المغيرة على أن أبرأه من مال كان عليه، ويقال إنه كان لاعبه على امرأة مطلقة، فقمره، فأسلمه قينا بمكة؛ ثم لاعبه فقمره، فوجهه إلى بدر مكانه، ومات أبو لهب بعد وقعة بدر بأيام يسيرة.

- قالوا: وبعث رسول الله عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى قريش يأمرها بالانصراف، فأبوا، ووجهوا عمير بن وهب الجمحي، فحزر المسلمين وما معهم، ثم أتاهم يعلم أمرهم.

- قالوا: ونزل رسول الله أدنى بدر عشيّة ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، وأمر فنودي: «أفطروا يا معشر العصاة»؛ وكان أمرهم أن يفطروا، فلم يفطر قوم منهم، وكان مفطرا.

قالوا: واستشار رسول الله الأنصار. فأشار عليه الحباب بن المنذر بن جموح أن ينزل على أدنى ماء من القوم ويغوّر ما سواه من القلب.

فوافق جبريل فيما أتى به رسول الله من ذلك. فقال له رسول الله : «لقد أشرت بالرأي». فكان يدعى «ذا الرأي». واتخذ لرسول الله عريش من جريد، فدخله وأبو بكر رضي الله تعالى عنه، فكانا يتشاوران فيه، وكانت وقعة بدر يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة اثنتين. وكان شعار النبي يوم بدر «أمت أمت».