للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقم لها صدورها يا بسبس … إنّ مطايا القوم لا تحبّس

وحملها على الطريق أكيس … قد صنع الله وفرّ الأخنس

قالوا: وعدا بنو عدي بن كعب منصرفين إلى مكة، فلقيهم أبو سفيان بن حرب فقال: كيف رجعتم، فلا أنتم في العير ولا في النفير؟ فلم يشهد بدرا منهم أحد.

قال الواقدي: وقال عمر بن الخطاب: يا بني عدي فيكم خصال:

لم يشهد بدرا منكم أحد، ولم تفتح مكة ومنكم مشرك، وكان رجوع بني عدي من ثنية لفت (١).

- قالوا: ورأى جهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، وهو بين النائم واليقظان، كأن رجلا أقبل على فرس ومعه بعير له، فوقف فقال: قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية بن خلف، وعدّد رجالا من أشراف قريش ممن قتل يوم بدر، ثم ضرب في لبة بعيره وأرسله، فلم يبق خباء من أخبية العسكر إلا أصابه نضح من دمه. فبلغت الرؤيا أبا جهل، فقال: وهذا أيضا من بني المطلب، سيعلم غدا من المقتول إذا التقينا.

- وكان الحارث بن عامر بن نوفل أراد أن لا يسير إلى بدر، وذلك أنه كان صديقا لضمضم، فأشار عليه أن لا يفعل، فلم يدعه عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث، وأبو جهل، وبكتوه بالجبن، حتى خرج، وبكتوا أيضا حكيم بن حزام، وأبا البختري، وعلي بن أمية بن خلف بالجبن والضعف، حتى خرجوا، وكانوا أرادوا ألا يفعلوا.

- قالوا: ورفد المقلّ المكثر وأعانه، وقوّى سهيل بن عمرو جماعة من


(١) - هي بين مكة والمدينة، وإلى المدينة أقرب. المغانم المطابة.