للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضمضما بعشرين دينارا حين بعثه. ويقال إنه بعثه من تبوك.

قالوا: وأخرجت قريش معها القيان بالدفوف: سارة مولاة عمرو بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف، وعزّة مولاه الأسود بن المطلب، ومولاة لأمية بن خلف، فجعلن يتغنين في كل منهل. وخرجوا بالجيش يتقاذفون بالحراب بطرا ورياء للناس، كما قال (١). ونجا أبو سفيان وأصحابه، فبعث إلى قريش من الجحفة يعلمهم سلامته بما معه، وأنه لا حاجة بهم إلى التعرض لمحمد وأهل يثرب. فأبوا وقالوا: والله لا نطلب أثرا بعد عين، ولندعن محمد وصبأته لا يعودون إلى التعرض لأموالنا وتجاراتنا بعدها. وكان أبو جهل يشحذهم، ويحرّضهم، ويزعجهم للخروج. وامتنع أمية بن خلف الجمحي من الخروج إلى بدر، فأتاه أبو جهل وعقبة بن أبي معيط ومع أبي جهل، مكحل؛ ومع عقبة، مجمر - فقال له أبو جهل: اكتحل فإنما أنت امرأة. وقال له عقبة: تجمر فإنما أنت جارية في أريكة. وقال عتبة بن ربيعة، وكره الخروج، لأخية شيبة بن ربيعة: إن ابن الحنظلة - يعنى أبا جهل بن هشام - رجل مشؤوم، وليس يمسه من قرابة محمد ما يمسنا. فقال له شيبة: إنّ فارقنا قريش ورجعنا كان ذلك علينا سبة، يا أبا الوليد، فامض مع قومك.

قالوا: وقال أبيّ بن شريق الثقفي - حليف بني زهرة: يا بني زهرة إن الله قد سلّم عيركم، فارجعوا واعصبوا جبنها بي، فلما كان المساء، نزل عن بعيره، وقال لأصحابه: قولوا إنه قد نهش أبيّ. وخنس بهم راجعا، فسمى «الأخنس». ولم يشهد بدرا من كفار بني زهرة أحد، وفي ذلك يقول عدي ابن أبي الزغباء:


(١) - انظر سورة الأنفال - الآية:٤٧.