للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدينة، وإلى أمية بن عبد الله عامله على الأعراض (١) والأعشار والصدقات بها، وعلى صدقات طيّئ بالجبلين أن يسيرا بأهل المدينة وأهل البوادي من قيس وغيرها إلى معدان بن عبيد حتى يأخذا صدقات قومه، ويدفعا إلى البدريين قاتل صاحبهم، ويوطئا الخيل بلاده حتى يحملاه إليه، أو يقاتل فيقتل في المعركة.

وقال بعضهم: كان الكتاب إلى عبد الواحد بن سليمان النصري، فسارا بالناس حتى نزلا فيدا، وبعث أمية إلى معدان بن عبيد بن عدي في أداء الصدقة، فبعث إليه وإلى عبد الواحد: إني غير دافع إليكما شيئا مما تطلبان، أما الصدقة فإني أحبسها حتى يستقيم أمر الناس، وأما وضع يدي في أيديكما فذلك ما لا يكون أو أؤسر أو أقتل، وكتب:

إنّ الفرائض لا فرائض فاصطبر … حتى يقوم على البلاد أمير

فسار أمية وصاحبه في زهاء مائة ألف من أهل المدينة والبوادي من قيس وغيرها، وفي ألف من أهل الشام بعثهم مروان إلى عبد الواحد إعانة بهم، وبعث عبد الواحد على مقدمته رجلا من الضّباب لحنق قيس على طيّئ واتبعه، ويقال إنه لم يتبعه، وعسكروا بالمنتهب وهو من أجأ.

قال معدان: وكنت في اثني عشر ألفا من بني معن بن عتود بن عتير بن سلامان بن ثعل، وبني جديلة وغيرهم من طيّئ فذهب يحيى بن الكروس بن زيد المعقلي منهم بستة آلاف، لأنه كره القتال، فبقيت في ستة آلاف، فلما انتهيت إلى عسكر الضبابي واسمه حزير بن يزيد بن كثيف، إذا


(١) الاعراض. ج عرض وهو الناحية. النهاية لابن الأثير.