للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويؤتون الزكاة. فقال: إذا أقيمت الصلاة وأديت الزكاة كانت الطاعة والجماعة، وكتب عمر إلى سعد في حمل شرحبيل بن السمط وزبراء جارية سعد إليه فحملهما، فحبس زبراء بالمدينة، وأخرج شرحبيل إلى الشام، وكان أبوه كتب يطلبه وكان من غزاة الشام، فشرف شرحبيل بالشام، فلما قدم جرير بكتاب علي إلى معاوية في البيعة لعلي انتظر معاوية قدوم شرحبيل عليه فقدم، فقال له معاوية: قدم جرير في كذا وكذا فما ترى؟ قال: كان عثمان خليفتنا فإن قويت على الطلب بدمه وإلاّ فاعتزلنا. فانصرف جرير، فقال النجاشي في ذلك:

شرحبيل ما للدين فارقت أمرنا … ولكن لبغض المالكي جرير

وقولك ما قد قلت عن أمر أشعث … فأصبحت كالحادي بغير بعير

جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك، فنسبه إلى مالك.

حدثنا خلف بن هشام البزار والعباس بن الوليد النرسي قالا: ثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة أن أهل الكوفة سعوا بسعد بن أبي وقاص إلى عمر وقالوا: إنه لا يحسن الصلاة، فقال سعد: أما أنا فكنت أصلي بهم صلاة رسول الله لا أخرم منها أركد (١) في الأوليين، وأحذف في الآخرتين. فقال عمر: ذاك الظن بك أبا إسحاق، وأرسل عمر رجالا يسألون عنه بالكوفة فجعلوا لا يأتون مسجدا من مساجد الكوفة إلا قالوا خيرا، وأثنوا معروفا، حتى أتوا مسجدا من مساجد بني عبس فقال رجل منهم يقال له أبو سعدة: أما إذا سألتمونا عنه فإنه كان لا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية. قال: فقال سعد: اللهم إن كان كاذبا


(١) الركود: السكون. القاموس.