للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرقي عن أبي المليح عن حبيب بن أبي مرزوق قال: قدمت عير لعبد الرحمن بن عوف فكان لأهل المدينة رجّة فقالت عائشة: ما هذا؟ قيل: عير لعبد الرحمن بن عوف قدمت، فقالت: أما إني سمعت رسول الله يقول: «كأني بعبد الرحمن على الصراط يميل مرة، ويستقيم أخرى حتى يفلت ولم يكد». فبلغ ذلك عبد الرحمن فقال: هي وما عليها صدقة.

قال: وما كان عليها أفضل منها، وهي يومئذ خمسمائة راحلة (١).

حدثني روح بن عبد المؤمن، ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي مولى بني قيس بن ثعلبة، ثنا عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور بن مخرمة أن عبد الرحمن بن عوف باع أرضا من عثمان بن عفان بأربعين ألف دينار، فقسمها في فقراء بني زهرة، وفي ذوي الحاجة من الناس، وفي أمهات المؤمنين. قال المسور: فأتيت عائشة بنصيبها من ذلك فقالت: من أرسل بهذا؟ قلت: عبد الرحمن. فقالت: قال رسول الله : «لا يحنو عليكن بعدي إلاّ الصابرون»، سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة.

وقال الواقدي، ثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن يعقوب بن عتبة قال: كان عبد الرحمن بن عوف رجلا طوالا، حسن الوجه، رقيق البشرة، به جنأ (٢) أبيض مشربا حمرة، لا يغير لحيته ورأسه.

حدثني محمد بن سعد عن عبد العزيز بن عبد الله عن عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور عن أبيها قالت: لما ولي عبد الرحمن بن عوف الشورى، كان أحب الناس إلى أن يلي علي، فإن فاته فسعد بن أبي


(١) طبقات ابن سعد ج ٣ ص ١٣٠ - ١٣٢.
(٢) جنأ: أشرف كاهله على صدره. القاموس.