للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما استخلف أبو بكر ارتدت العرب ومنعوا الصدقة باليمامة، فقال:

والله لو منعوني عقالا لقاتلتهم، فلم يزل بهم حتى أدوا الصدقة، وقتل مسيلمة الكذاب باليمامة، والأسود العنسي باليمن، وفتح فتوحا بالشام، وقد ذكرنا ذلك في كتاب البلدان.

حدثني شجاع بن مخلد الفلاس، ثنا بشر بن المفضل عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن عبد الواحد بن أبي عون، عن القاسم بن محمد، عن عمته عائشة أم المؤمنين، رضي الله تعالى عنها، قالت: توفي رسول الله ، فنزل بأبي ما لو نزل بالجبال الراسيات لهاضها، اشرأب النفاق بالمدينة، وارتدت العرب. فوالله ما اختلفوا في واحدة إلاّ طار أبي بحظها وغنائها عن الإسلام.

حدثني أحمد بن هشام بن بهرام، ثنا شعيب بن حرب، ثنا مالك بن مغول، عن الشعبي، قال: أقبل أبو بكر وعمر فنظر إليهما النبي فقال: «هذان سيّدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلاّ النبيين والصديقين» (١).

حدثني أحمد بن هشام، ثنا شعيب بن حرب، ثنا سفيان الثوري، عن جامع بن أبي راشد، وعن منذر الثوري، عن محمد بن الحنفية، قال: قلت لأبي: يا أبه، من خير هذه الأمة بعد نبيها؟ فقال: أبو بكر ثم عمر، فما منعني أن أسأله عن الثالث إلاّ أن يجيبني بعثمان. قلت: فما أنت يا أبه؟ قال: رجل من المسلمين.

حدثني أحمد بن هشام، ثنا شعيب بن حرب، أنبأ سفيان الثوري،


(١) بهامش الأصل: صوابه «والمرسلين».