للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا الغلام الصيقل، كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا، فإذا مت فادفعيه إلى عمر، فلما دفعته إلى عمر، قال: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده.

المدائني، عن عبد الأعلى (بن) أبي المساور، عن عطية العوفي، قال: قال رسول الله : «إن في الجنة طيرا أمثال البخت، يرعين في الجنة حيث شئن، فقال أبو بكر: إن تلك لنا غمة، قال: أجل، وأنت لمن يأكل منها يا أبا بكر» (١).

حدثنا عمرو بن محمد الناقد، ومحمد بن حاتم المروزي، قالا: ثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة، قالت: لما مرض أبو بكر مرضه الذي مات فيه قال: انظروا ما زاد في مالي مذ دخلت في الإمارة، فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي، قالت عائشة: فلما مات، نظرنا، فإذا هو عبد نوبي كان يحمل صبيانه، وإذا ناضح (٢) كان يسقى عليه بستان له، قالت: فبعثنا بهما إلى عمر، فبكى وقال: رحمة الله على أبي بكر، لقد أتعب من بعده.

حدثنا سعيد بن سليمان، سعدويه، ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: أطفنا بغرفة أبي بكر في مرضته التي قبض فيها، فقلنا: كيف أصبح خليفة رسول الله، قال: فاطلع إلينا - وكانت عائشة عنده، وهي التي مرّضته - فقال: أما أني قد كنت حريصا على أن أوفر


(١) كنز العمال - الحديث:٣٩٢٧٣ - ٣٩٢٧٤، والبخت الجمال ذات السنامين، طوال الأعناق.
(٢) الناضح: الدابة التي يستقى عليها الماء.